يسعدني أن أزف إليكم بشرى تحقيق البنك في عام 2024م لأعلى صافي أرباح في تاريخه، بواقع 8.1 % مليار، مسجلاً بذلك ارتفــاعــاً قدره 15% مقارنةً بعام 2023م الذي كان حافلاً بالإنجازات. واستمر نمو القروض بمعدل يفوق معدلات السوق، محققاً نمواً بنسبة 20%، مما أسهم في توسيع نطاق محفظتنا لتصل إلى 266 % مليار، بزيادةٍ قدرها 100 % مليار مقارنةً بالنتائج المحققة في مرحلة الاندماج، فيما واصلت العوائد أداءها القوي، حيث بلغ العائد على حقوق الملكية الملموسة 16% في 2024م.

السيدة/ لبنى سليمان العليان

رئيس مجلس الإدارة

شهد البنك السعودي الأول في عام 2024م تحولاً مفصلياً وإنجازاتٍ استثنائية تجلّت في شتى مجالات عمله ومؤشراته. وعلى الرغم من البيئة الاقتصادية المتقلبة والتوترات الجيوسياسية على مستوى المنطقة وانخفاض معدلات الفائدة العالمية، برهن البنك عن قدرته الراسخة على تحقيق عوائدَ مجزية ومستدامة. وفي مواجهة تصاعد أسعار الفائدة، حافظ نمو القروض في القطاع المصرفي على استقرار ملحوظ منذ عام 2023م، ليبدأ بالتسارع في عام 2024م، حتى مع بلوغ أسعار الفائدة ذروتها قبل أن تشهد انخفاضاً تدريجياً خلال النصف الثاني من العام.

في ظل برامج التحول الطموحة التي تقودها المملكة، والتي تشهد تطورات جذرية في البنية التحتية، نتوقع استمراراً ملحوظاً للطلب على الائتمان في المستقبل القريب. ويتعزز هذا الطلب بتنامي الاقتصاد، لا سيما في القطاع غير النفطي، الذي حقق أداءً استثنائياً خلال عام 2024م، حيث بلغ معدل النمو المتوقع 4.6%. ويساهم القطاع غير النفطي حالياً بأكثر من 52% من الناتج المحلي الإجمالي، ويتقدم بخطىً ثابتة نحو تحقيق الهدف الوطني المتمثل في الوصول إلى نسبة 65% بحلول عام 2030م وتظل الآفاق الاقتصادية واعدة وإيجابية، مدعومة بالنمو المتواصل في قطاعات التحول الاستراتيجية، كالسياحة والبناء والطاقة والعقارات، والتي تتماشى تماماً مع أولويات البنك ومجالات تركيزه الاستراتيجية.

الابتكار ركيزة مستدامة

وبفضل ثقتنا المتأصلة في استراتيجيتنا وتحقيقنا المتواصل لأهدافنا المالية وغير المالية الثابتة، تمكنا من تعزيز تركيزنا على دعم قدرات البنك وضمان جاهزيته لمواكبة متطلبات المستقبل.

كان الابتكار على الدوام في صميم رؤية قيادة البنك السعودي الأول، ومن المتوقع أن يتعاظم دوره بشكل ملحوظ في المدى المتوسط. وفي ظل التركيبة السكانية المتميزة في المملكة وتماشياً مع رؤية المملكة 2030 – البرنامج التحولي الذي يمثل فرصة تاريخية للنهوض بالتطلعات الوطنية، سيغدو الابتكار الركيزة الأساسية في تشكيل ملامح المستقبل.

لم يقتصر تركيزنا على الابتكار على الخدمات الرقمية بل شمل أيضاً مختلف مسارات أعمالنا، كما وجدنا أساليب جديدة لتعزيز الكفاءة ضمن منهجية عملنا المعتادة. ففي ميدان الابتكار الرقمي، قمنا بتوسيع نطاق نهجنا، وركزنا على البحث والتجريب، والتعاون في صياغة الأفكار بهدف تسويقها وتحويلها إلى منتجات وخدمات تسهم في بناء قدرات البنك ليكون بنك المستقبل بامتياز. وبالنسبة لنا، فإن مساعينا نحو تعزيز الابتكار ليست مجرد ممارسة نظرية بل تخضع، شأنها شأن غيرها من مجالات عملنا، لإطارٍ يتضمن أهدافاً مالية مدروسة وتوقعات دقيقة وصارمة فيما يتعلق بزيادة الإيرادات وتوفير التكاليف من خلال تحسين الكفاءة.

إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن القطاع المصرفي بأسره يتحمل مسؤولية النهوض بالابتكار وتطوير الخدمات المقدمة للمملكة. ونعتز أيّما اعتزاز بالدور الريادي الذي يضطلع به بنكنا في قيادة مسيرة الابتكار في القطاع، حيث كان شريكاً فاعلاً في دعم أجندة الابتكار المالي لدى البنك المركزي السعودي، وأسهم إسهاماً قيّماً في صياغة منهجية البنك المركزي للتعاون في مجال الابتكار.

تحقيق الأهداف

وفيما نشارف على إتمام خمسة أعوام منذ إتمام عملية الدمج والتكامل بين البنك السعودي البريطاني والبنك الأول وإطلاق الهوية الجديدة تحت اسم “البنك السعودي الأول”، يسعدني أن أزف إليكم بشرى تحقيق البنك في عام 2024م لأعلى صافي أرباح في تاريخه، بواقع 8.1 % مليار، مسجلاً بذلك ارتفاعاً قدره 15% مقارنةً بعام 2023م الذي كان حافلاً بالإنجازات. واستمر نمو القروض بمعدل يفوق معدلات السوق، محققاً نمواً بنسبة 20%، مما أسهم في توسيع نطاق محفظتنا لتصل إلى 266 % مليار، بزيادةٍ قدرها 100 % مليار مقارنةً بالنتائج المحققة في مرحلة الاندماج، فيما واصلت العوائد أداءها القوي، حيث بلغ العائد على حقوق الملكية الملموسة 16% في عام 2024م.

نحن في البنك السعودي الأول تتلخص استراتيجيتنا في أن نتبوأ موقع الصدارة في مجال تجربة العملاء، ورضا الموظفين، والكفاءة التنظيمية. وكما أثبتنا جدارتنا في تحقيق الأهداف المالية، فقد كان عام 2024م نقطة تحول محورية في ترسيخ هذه الركائز الأساسية. وبفضل تبني أعلى المعايير في القطاع، تمكنا من إحداث نقلة نوعية في ثقافة تجربة العملاء وتقليص زمن إنجاز المعاملات بشكل ملحوظ.

وقد أرست جهود التحول الرقمي على مدار عامي 2022م و2023م قواعد متينة لتحقيق أداء متميز في عام 2024م؛ وعلى المنوال ذاته، شهدت تجربة الموظفين تحسناً ملحوظاً تزامناً مع تركيز أكبر على الاحتفاظ بالكفاءات وزيادة الإنتاجية. نحن نرى أن الكفاءة التنظيمية ستبقى دعامة أساسية وستكون محركاً رئيسياً لتطوير أداء البنك في عام 2025م، ومن خلال ترشيد المصاريف، وتخصيص رأس المال بالشكل الأمثل، وتحسين جوانب الكفاءة التشغيلية، نؤكد على أن الكفاءة ستكون عنصراً أساسياً في جميع عملياتنا.

دور مجتمعي مستدام

في سعينا لترسيخ ريادتنا في مجال الاستدامة، عملنا على بناء شراكات متعددة الأطراف مع الجهات التنظيمية والشركات والعملاء لإحداث تغيير ملموس في المجتمع. وإلى جانب استراتيجيتنا المتوافقة مع رؤية المملكة 2030، فقد حرصنا على تعزيز التواصل الفعال مع البنك المركزي السعودي، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، وهيئة السوق المالية، إيماناً منا بأن التعاون الوثيق مع هذه المؤسسات سيمكننا من تبني سياسات تدعم تطبيق ممارسات مصرفية مستدامة وإحداث تغيير إيجابي في القطاع المالي.

ولأن التنوع والشمول أمراً أساسياً لاستراتيجيتنا، تبنينا في عام 2024م بكل فخر مبادئ تمكين المرأة التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة، بما يؤكد التزامنا الراسخ بمبدأ تكافؤ فرص النمو والتطوير وتمكين المرأة في بيئة العمل.

وتمثل مشاركتنا في المنتديات والمبادرات المتخصصة مثل مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ، فرصةً لقيادتنا العليا وخبرائنا لتبادل الرؤى والممارسات الرائدة مع نظرائهم، إذ تعتبر هذه الشراكات ركيزةً أساسيةً لدعم الجهات الفاعلة في القطاع المالي ومشاركة التجارب المختلفة والاستفادة منها في ظل تحول القطاع نحو تبني ممارساتٍ أكثر استدامة. إننا لنفتخر بالدور الذي يواصل البنك القيام به في رسم ملامح مستقبل القطاع المالي في المملكة العربية السعودية، ونحن نتعهد ببناء منظومة حاضنة وداعمة للتمويل المستدام. إن التزامنا بممارسات الأعمال المستدامة يتجاوز أهدافنا البيئية وتطلعاتنا نحو الوصول إلى الحياد الصفري. وفيما لا تزال الخدمات المصرفية التقليدية تحتل مكانةً محوريةً في أعمالنا، سواء من خلال تقديم خدمات التمويل العقاري لتمكين عملائنا من تحقيق حلم امتلاك منزل لهم، أو توفير خدمات متنوعة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة. ويعتبر اهتمامنا بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة نموذجاً لما يمكن أن يحققه الابتكار والارتقاء بتجربة العملاء من نتائج إيجابية ملموسة، حيث أثمر هذا التوجه عن زيادة تتجاوز 70% في عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة ونمو القروض الممنوحة لها بنسبة 11%.

تعزيز التعاون مع مجموعة إتش إس بي سي

يتمتع البنك بميزة تنافسية لا تضاهى في القطاع المصرفي السعودي وتتمثل في إمكانية الوصول المباشر إلى الشبكة الدولية لمجموعة إتش إس بي سي، مما جعله الخيار الأول للعملاء نظراً لما يوفره من منتجات وخدمات رائدة في السوق، تجمع بين الخبرة المحلية والكفاءات والخبرات العالمية التي تمتلكها المجموعة. وعلاوةً على ذلك، يعتبر الاتصال بشبكة دولية واسعة أداةً فعالة تمكننا من أن نقدم لعملائنا خدمات مصرفية عالمية تتمتع بنفس مستوى الدقة والاحترافية في إدارة المخاطر الذي نطبقه على خدماتنا المحلية، كما تضع بين يدي عملائنا فرصاً واعدةً وتتيح لهم إمكانية استثمارها بكل سهولة ويسر، وهي ميزةٌ تنافسية استثنائية قلّما يجارينا فيها أحد، وهنا، وكما جرت العادة دائماً، أتوجه بخالص الشكر والتقدير لشريكنا الاستراتيجي، مجموعة إتش إس بي سي على شراكتهم القيّمة.

شكر وتقدير

وبالنيابة عن مجلس الإدارة، أود أن أعرب عن بالغ شكري وامتناني لفريق العملال والإدارة التنفيذية على تفانيهم وجهودهم من أجل تحقيق أهدافنا الاستراتيجية، وكذلك لعملائنا ومساهمينا الكرام على ولائهم الراسخ. كما أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للبنك المركزي السعودي، وهيئة السوق المالية، ووزارة المالية، وكافة الجهات الحكومية الأخرى على دعمهم المتواصل وإرشاداتهم السديدة.

%20
نمو في محفظة القروض
%16
العائد على حقوق الملكية الملموسة
زيادة تتجاوز
%70
في عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة