الاستراتيجية

حققنا نمواً كبيراً في القروض خلال عام 2024م متفوقين على متوسط أداء السوق، سواءً بالنسبة لقروض الشركات أو الأفراد. ويتماشى النمو في قطاع الشركات مع نقاط القوة الاستراتيجية التي نتمتع بها في فئة المؤسسات الدولية الضخمة. وجاء هذا النمو مصحوباً بنموٍ قويٍ في محفظة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والتي استفادت من تركيز الاستثمارات، رغم صغر حجمها نسبياً. بالإضافة إلى ذلك، ازداد قطاع الأفراد قوةً عن ذي قبل، وذلك بفضل زيادة حصة محفظة التمويل العقاري من السوق بنسبة 11% خلال عام 2024م، مما مكّننا من زيادة حجم محفظة التمويل العقاري إلى 35 & مليار، بزيادة قدرها 26% عن العام الماضي. ومن المبادئ الأساسية للاستراتيجية تغيير هيكل المركز المالي بحيث يصبح أكثر انسجاماً مع انخفاض أسعار الفائدة، وذلك في ظل ارتفاع أسعار الفائدة إلى ذروتها على الصعيد العالمي.

وقد استفاد البنك من ارتفاع أسعار الفائدة الذي أدى بدوره إلى ارتفاع مؤشر أسعار السايبور، لكننا اتخذنا خطوات استباقية لحماية مستويات الإيرادات الحالية تحسباً لانخفاض الأسعار. كذلك، استثمر قطاع الخزينة في سوق السندات المحلي، لترتفع محفظة الاستثمارات إلى 98 & مليار، مع تخصيص حصة أكبر من المحفظة للاستثمارات بعمولة ثابتة. وقد أثمر ذلك، بالإضافة إلى زيادة حجم محفظة التمويل العقاري، عن خفض ارتباط المركز المالي للبنك للتقلبات بينما نقترب من المرحلة التالية من رفع أسعار الفائدة. وبالرغم من بدء المرحلة الأولى من خفض أسعار الفائدة في النصف الثاني من عام 2024م، إلا أن الآفاق تبقى غير مستقرة رغم قوة مركزنا المالي وقدرته على مواجهة حالة انعدام اليقين.

وجهنا تركيزنا خلال عام 2024م على تعزيز إمكاناتنا الريادية وتحسين أدائنا المالي، مؤكدين أن الابتكار سيكون في صميم جهودنا دوماً، لا سيما أننا أعدنا تسمية الفريق الرقمي إلى فريق الابتكار بقيادة الرئيس التنفيذي لشؤون مصرفية الابتكار، وتحويل الاستراتيجية من منهجية استشارية رقمية إلى منهجية قائمة على البحث والتجربة.كما أطلقنا وافتتحنا مركز الابتكار الذي يمتد على مساحة طابق كامل من المقر الرئيسي للبنك. وقد أثمر هذا التحول عن نتائج ملموسة، بالتوازي مع مشاركة موظفينا الفعالة في برامج تدريب متخصصة من خلال إبداء أفكاراً قيّمة استثمرناها لتحسين أرباح البنك.