الرياض

نحتفل معاً بالتطور الحضري المذهل لمدينة الرياض، بدءاً من مشاريع البنية التحتية التي تحسن جودة حياة المواطنين وصولاً إلى الإصلاحات التنظيمية التي جذبت المستثمرين العالميين.

فالرياض مدينة تتمتع بخطط كبيرة للنمو والازدهار.

ومن بين كافة المدن الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، شمال أفريقيا وتركيا، وحتى من ضمن مجموعة الدول العشرين، تقوم مدينة الرياض – التي يبلغ عدد سكانها حوالي 6 ملايين نسمة – بتنفيذ برنامج تحول اقتصادي وإصلاحي يعتبر الأكثر طموحاً في عصرنا. فالرياض مدينة سريعة النمو شهدت إنجاز مشاريع بقيمة 60 مليار دولار على مدى السنوات القليلة الماضية.

وتعمل الرياض على وضع مجموعة جديدة من السياسات لدعم برامج الإصلاح الاجتماعي والنمو المستدام والمتوازن، حيث يتم العمل حالياً على تنفيذ مشاريع لتطوير البنية التحتية ومشاريع تطوير عقارية لضمان دعم الإسكان والبنية التحتية للأنظمة الحصرية لمواكبة سرعة التحولات السكانية والاقتصادية مع تحسين جودة حياة المقيمين.

وتهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض لتوسيع المساحات الخضراء إلى 9% من إجمالي المساحة الحضرية، ما يغطي مساحة تصل إلى 540 كيلو متر مربع عند اكتمالها. ومن بعض مشاريع التطوير الكبرى: حديقة الملك سلمان، الرياض الخضراء، المسار الرياضي والرياض آرت والتي وصلت قيمة إنشائها إلى 23 مليار دولار أمريكي وكلها بهدف تحسين قابلية الحياة والتطور المستدام للمدينة.

إمكانيات ترابط معززة

يتم دعم هذه المشاريع التطويرية شبكة نقل واسعة تربط ما بين الأطراف المترامية للمدينة. ومن شأن مشروع مترو الرياض، الذي بلغت تكلفته 22,5 مليار دولار أمريكي، الممتد بطول 176 كيلو متراً ويمر بـ 85 محطة، العمل على التخفيف من الازدحام والتلوث، وسيعزز إمكانيات الربط للمدينة المزدهرة . ولقد تم إنشاء مشروع الملك عبد العزيز للشبكة النقل العام بالحافلات بتكلفة 42,7 مليار دولار أمريكي ولتشمل 80 طريقاً للحافلات، قاطعة 1.180 ميلاً مما أسهم في إيجاد 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

كما ستساعد منطقة الشحن اللوجستي المتكاملة ومركز الملك عبد الله المالي على جذب الشركات الدولية، وتشجيع التواصل الشبكي وترويج التنوع الاقتصادي، وفي نفس الوقت ترسيخ قوة الرياض المتنامية كقوة مالية إقليمية.

الاستفادة من رؤية 2030

أسهمت هذه المشاريع الجديدة في بث روح جديدة في المدينة، وفي تطوير بنيتها التحتية لتعكس الطبيعة المتغيرة للاقتصاد السعودي في ظل برنامج رؤية 2030.

وتتمثل رؤية 2030 بكونها مبادة تحولية تهدف لتطوير اقتصاد المملكة، من خلال خفض الاعتماد على النفط والغاز، وإنشاء قطاعات اقتصادية جديدة وتعميق القطاعات الاقتصادية الموجودة حالياً كالتعدين، والشحن اللوجستي، والنقل، والسياحة، والخدمات المالية والعقارات والتكنولوجيا.

وباعتبارها العاصمة والمركز الأساسي للأعمال في المملكة، يتوقع أن تصبح الرياض مركزاً أساسياً للعديد من مشاريع رؤية 2030 السعودية، والتي ستسهم بتوسيع مظهر المدينة بشكل أكبر.

كما يتم العمل الآن على الإصلاحات التنظيمية التي من شأن تحسين سهولة إجراء الأعمال وزيادة الشفافية وجهود الخصخصة، مما يعزز التنوع الاقتصادي ويجعلها منفتحة في نفس الوقت أمام المستثمرين العالميين.

كما ترعى المدينة أيضاً سلسلة من المشاريع المبتكرة مثل إطلاق المدينة الإعلامية، التي تهدف إلى تطوير وتعزيز فرص النمو للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاعات الفن والثقافة.

نمو الخدمات الاجتماعية

كانت المملكة العربية السعودية، حتى قبل الجائحة، تستثمر بشكل كبير في قطاعات الرعاية الصحية (عن بعد وفي المستشفيات) والتعليم. حيث أنفقت المملكة العربية السعودية بالفعل ما يزيد عن 0,47 تريليون دولار أمريكي في قطاعات الرعاية الصحية، والتطوير الاجتماعي والتعليم على مدى السنوات الخمس الماضية، وسيكون لمدينة الرياض – باعتبارها أكبر مركز للتجمّع السكاني في المملكة- حصة كبيرة من هذه الاستثمارات.

وبالفعل، هناك الكثير من مشاريع البنى التحتية في قطاع الرعاية الصحية قيد التطوير والإنجاز. ومثالاً على ذلك يتضمن ذلك المدينة الطبية للقوات المسلحة، وهي مشروع بقيمة 4 مليار دولار يتضمن 1.250 سريراً و2.750 وحدةً مكتفية ذاتياً، والتي ستكون أكبر مجمّع طبي في منطقة الشرق الأوسط عند إنجازه.

كما تستثمر المملكة العربية السعودية في القدرة الإنشائية في معدات الحماية الشخصية، واللقاحات والأدوية المنتجة محلياً لتطوير قطاع الرعاية الصحية وقطاع الصناعات الدوائية.

أما في مجال التعليم، فتستثمر الرياض في التعليم الثلاثي لتنمية مجتمع محلي من المهارات والخبرات وذلك بهدف تحسين ظروف التعليم العالي محلياً، كما سمحت الحكومة الوطنية أيضاً للجامعات الأجنبية بافتتاح فروعاً دوليةً في المملكة. ومن المحتمل أن يزيد هذا الأمر القدرة التنافسية في الرياض من ناحية التعليم، ولاسيما في المنطقة، حيث تعتبرالمدن الأخرى بالفعل مراكز لفروع جامعات كبرى.

ومن المرجح أن تغير الجائحة معظم المدن، ولن تكون الرياض بمنئا عن هذه التغيرات. إلا أن تركيز المدينة على النشاطات الخارجية وتحسين الرفاهية الصحية والاجتماعية سيمنحها ميزة أكبر مقابل المدن ذات الكثافةً السكانية الأكثر.

وتقوم الرياض باتخاذ خطوات جريئة نحو زيادة تأثيرها على المستوى العالمي، من خلال استضافة الأحداث الكبرى.