يسرني أن أقدم لكم التقرير السنوي للبنك السعودي البريطاني (الأول) للعام 2022.
على الصعيد العالمي، كان هذا العام عامًا استثنائيًّا في ظل الأوضاع الاقتصادية المتنامية بينما يكافح العالم للتعافي من تحديات جائحة كوفيد-19. خلقت هذه الظروف الكثير من الشكوك، لكن الاقتصاد السعودي صمد جيدًا في خلال هذه الظروف الصعبة وبرز كواحد من البلدان القليلة في العالم التي أظهرت نموًا في الناتج المحلي الإجمالي وتضخمًا منخفضًا نسبيًا.
على الرغم من أوجه عدم اليقين والتحديات, شهد عام 2022 قيام الأول بتسريع استراتيجيتنا الاستثمارية, وتحقيق النتائج فيما يخص الأهداف التي وضعناها بعد عملية الاندماج، فضلاً عن جهودنا لدعم برنامج التحول الخاص برؤية المملكة 2030 والمبادرات ذات الصلة.

الإسراع في تنفيذ استثماراتنا …
والوفاء بوعودنا . ..

يجسّد موضوع التقرير السنوي للعام 2022 عامًا مهماً من التقدم الذي حققه الأول.

في مايو 2021، أعلن العضو المنتدب للبنك توني كريبس وفريق الإدارة العليا عن استراتيجية البنك للخمس سنوات القادمة.

أثناء قيامنا بعملية الاندماج التاريخي ، التزمنا تجاه عملائنا ومساهمينا لذلك من دواعي سرورنا أن نرى مستوى التقدم الذي تم إحرازه خلال عام 2022 حيث قمنا بمزيد من الاستثمارات الإستراتيجية في الأعمال التجارية وموظفينا، وبدأنا بالفعل في رؤية كل من المقاييس المالية وغير المالية تثبت العائد على تلك الاستثمارات.

يتضح استثمارنا في موظفينا في حقيقة أننا نمتلك واحدًا من أكثر فرق الإدارة العليا تنوعًا ، وجميعهم من الكفاءات المحلية، مما يضمن الاستمرارية مع عملائنا وأصحاب المصلحة الرئيسيين لدينا. ويسعدني بشكل خاص أن أكثر من ثلث إدارتنا التنفيذية من الإناث، وهو المستوى الذي آمل أن يضع معيارًا في المملكة.

من الواضح أن استثماراتنا في الأعمال التجارية بدأت تؤتي ثمارها. لقد مكنتنا استثماراتنا من تحقيق إنجازات كبيرة في الحصول على حصة في سوق التمويل العقاري مع دعم أهداف ملكية المنازل في رؤية 2030 وتسريع النمو عبر مجموعة كاملة من أعمال الشركة. كما أدت هذه الاستثمارات إلى تحسين رضا العملاء ، وزيادة الرقمنة ، ونمو الأصول ، وفي نهاية المطاف ، تحسين العوائد. بينما ندرك أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به ، فنحن سعداء جدًا بالتقدم الذي أحرزناه.

لذلك سنسعى طوال عام 2023 لمواصلة الوفاء بوعودنا ودعم عملائنا، مع تسهيل التقدم نحو أهداف رؤية 2030.

بيئة تشغيلية داعمة

شهدت المملكة تعافيًا كبيرًا من آثار جائحة كوفيد-19 مدعومًا بمجموعة من السياسات الاستباقية التي أدخلتها الحكومة لضمان الاستدامة المالية على المدى المتوسط والطويل. وقد أدت هذه الإجراءات إلى عودة النشاط الاقتصادي والاجتماعي إلى مستويات ما قبل الجائحة.

ارتفعت أسعار النفط خلال العام 2022، كما ارتفعت أسعار الفائدة المرجعية العالمية بشكل سريع، وسارت المملكة على خطى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في إجراءاته لرفع الفائدة. ولم يتراجع الطلب على الائتمان وشهدنا نشاطًا متزايدًا في جميع مشاريع التحول الكبرى. وبفضل مكونات ميزانيتنا العمومية، حيث إن غالبية محفظة القروض لدينا بأسعار فائدة متغيرة، فقد ارتفعت إيراداتنا بشكل كبير خلال العام 2022، ما أدى إلى زيادة العوائد.

وانتقالاً إلى نظرتنا للعام 2023، فإنه من المتوقع حسب ميزانية الحكومة للعام 2023 نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 3.1% والتي على الرغم من كونها أبطأ من العام 2022، إلا أنها لا تزال تمثل أحد أسرع الاقتصادات نموًّا في العام 2023 على مستوى العالم. فعلى المستوى العالمي، تشهد العديد من المناطق والدول تباطؤًا اقتصاديًّا ومخاوف من الركود، إلا أن المملكة لا تزال مهيّأة بشكل قوي لإدارة هذه التحديات الخارجية، ومواصلة أنشطة المشاريع التحويلية الرئيسية على الصعيد الداخلي.

جهودنا لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية وأداؤنا المالي المستدام

ها نحن دخلنا عامنا الثاني منذ أن أطلقنا استراتيجيتنا المعدلة 2025، وتمثل نهاية 2022 نقطة زمنية جيدة لتقييم أدائنا، حيث ترمي أهدافنا الاستراتيجية طويلة المدى إلى تعزيز مكانة الأول كبنك رائد في المملكة، وزيادة حصته في السوق، وتحقيق عوائد مستدامة لمساهمينا. وقد سعى البنك لتحقيق مجموعة من الأهداف المالية بما في ذلك نمو الإيرادات والقروض وتحسين كفاءة التكلفة وتعزيز كفاءة رأس المال وزيادة العائد على حقوق الملكية الملموسة. وعلى الرغم من تحديد العام 2025 لتحقيق هذه الأهداف، فقد كان من دواعي سرورنا الشديد رؤية التقدم المحرز على مستوى جميع هذه المقاييس خلال العام 2022.

إننا نواصل دورنا المطلوب في دعم المشاريع الرئيسية الخاصة بتحقيق رؤية المملكة 2030، بما في ذلك المشاركة في الاستثمارات الخاصة بتنفيذ مشروع نيوم، ومشروع بوابة الدرعية ودعمنا المستمر للتنمية السياحية في البحر الأحمر. ولا تقتصر مشاركتنا على المشاريع الكبرى، بل تمتد إلى تطوير أعمالنا في المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. وقد انطلقنا خلال العام في رحلتنا الاستثمارية في قطاع المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، التي بدأت بالفعل تحقق تأثيرًا إيجابيًّا على اكتساب عملاء جدد وزيادة أرصدة القروض.

وفي قطاع إدارة الثروات و المصرفية الشخصية، نرى بشكل متزايد ثمار استثمارنا الاستراتيجي في قطاع التمويل العقاري خلال العام 2021، حيث أدى إلى نمو التمويل العقاري بنسبة 50% خلال العام 2022. وبالتعاون مع بنك إتش إس بي سي، أطلقنا خدمة “Global View Global Transfer”، وهي أداة رقمية تتيح لعملاء الأول ربط حساباتهم لدى البنك بحساباتهم لدى إتش إس بي سي في جميع أنحاء العالم، مما يسمح لهم بالتحويل بين حساباتهم المرتبطة ببعضها من خلال الخدمة بيسر وسهولة.

يقدم هذان المثالان على مستوى قطاعي الخدمات المصرفية للأفراد والشركات عروضنا المصرفية العالمية، ويظهران مدى الارتباط الوثيق بين استراتيجيتنا ورؤية المملكة 2030.

وأثناء اتباع هذه الاستراتيجية في عام 2022 ، حقق البنك نموًا في محفظة القروض بنسبة 9% مع إغلاق محفظة قروض بقيمة 189.1 مليار ريال سعودي ، ونموًا في الودائع بنسبة 15% مع إغلاق ودائع العملاء عند 214.3 مليار ريال سعودي، ونموًا بنسبة 15% في إجمالي الأصول حيث بلغ 314.5 مليار ريال سعودي. وحققنا إجمالي إيرادات تشغيلية قدرها 9.7 مليار ريال سعودي خلال العام 2022، بنمو سنوي نسبته 26%، فضلاً عن ارتفاع العائد على حقوق الملكية الملموسة بمقدار 3.7 نقطة مئوية حيث بلغ 11.5% للعام 2022.

ونتيجة لذلك، أوصى بنك الأول بتقديم توزيعات أرباح نهائية قدرها 0.74 ريال سعودي للسهم للنصف الثاني من العام، وبذلك يصل إجمالي الأرباح الموزعة للعام 2022 إلى 2.7 مليار ريال سعودي.

أهمية الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في الأول

رغم دمج الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية بشكل كامل في استراتيجيتنا للعام 2025، إلا أننا ندرك أن تحقيق الحياد الكربوني أمر سيستغرق وقتًا وجهدًا كبيرًا، وقد التزم الأول بدعم عملائه والمملكة في هذه الرحلة. وتتوافق استراتيجيتنا مع برنامج رؤية المملكة 2030 جنبًا إلى جنب مع الطموح لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول العام 2060، حيث توفر إمكانات هائلة للقطاع المصرفي بأكمله في مساعدة العملاء على الانتقال إلى آليات تشغيل وبيئة أكثر استدامة.

لقد عمل الأول على تعزيز الأسس الداخلية التي تم وضعها خلال العام 2021، وفي الأقسام التالية في هذا التقرير نورد ملخصًا لالتزاماتنا الأولية. وتم تقسيم الاستراتيجية إلى ثلاث محاور تركز على دعم عملائنا ورحلات انتقالهم، ولعب دور قيادي في تشكيل مجتمع أكثر شمولاً وتنوعًا، وأخيرًا الالتزام بمستوى أعلى من الحوكمة والنزاهة والمسؤولية في جميع عمليات صنع القرار. وتتضمن الأقسام التالية في هذا التقرير السنوي المزيد من المعلومات التفصيلية عن مجموعة الالتزامات التي نتعهد بتحقيقها في هذا الشأن.

لقد كان من دواعي سرورنا أن نرى تقدمًا حقيقيًّا خلال العام 2022 بعد مرحلة من التخطيط المكثف، وعلى مستوى مجموعة واسعة من الأنشطة من نشر المعرفة في المؤسسة إلى تطوير منتجات مخصصة مرتبطة بالاستدامة.

وكان من أكثر الإنجازات التي تدعو للفخر ريادتنا للقطاع المصرفي في مجال الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، ومن أمثلة ذلك دعم منتدى مبادرة السعودية الخضراء خلال قمة المناخ العالمية المقامة في مصر في شهر نوفمبر الماضي. كما تم تتويج البنك بجائزة “أفضل بنك للتمويل المستدام في المملكة العربية السعودية” من مجلة جلوبال فاينانس العالمية تقديرًا لما أحرزه الأول من تقدم خلال العام 2022، وما زلنا متفائلين بتحقيق مستقبل مستدام في ضوء هذه البداية القوية.

رغم دمج الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية بشكل كامل في استراتيجيتنا للعام 2025، إلا أننا ندرك أن تحقيق الحياد الكربوني أمر سيستغرق وقتًا وجهدًا كبيرًا، وقد التزم الأول بدعم عملائه والمملكة في هذه الرحلة.

مراجعة الحوكمة

بعد الانتهاء من الجانب التشغيلي للاندماج وبدء استراتيجيتنا خلال العام 2021، كان العام الماضي هو الوقت المناسب لمراجعة وتقييم نهجنا في الحوكمة ومدى توافقه مع أفضل الممارسات الإقليمية والدولية. وقد تضمن ذلك المراجعة الكاملة من أعلى إلى أسفل الهيكل التنظيمي بما في ذلك التصميم التنظيمي لإطار الحوكمة على مستوى مجلس الإدارة واللجان الفرعية المنبثقة عن مجلس الإدارة ولجنة الإدارة التنفيذية وصولاً إلى الضوابط وأطر العمل الفردية المعمول بها لتنظيم كيفية عمل الفرق والوظائف.

وفي إطار السعي للتحسين المستمر، سنقوم بالطبع بتنفيذ أي تحسينات مقترحة. إن تركيزنا على تحسين إطار حوكمة الشركات مستمر, حيث نسعى جاهدين لنكون متسقين مع أفضل الممارسات الإقليمية والدولية.

وبعد الموافقة على انتخاب مجلس الإدارة في الجمعية العمومية العادية التي عقدت في أواخر ديسمبر 2022، فإن مجلس إدارة البنك يتضمن الآن 5 أعضاء مستقلين، بما يفوق المتطلبات التنظيمية. كما أنشأ مجلس الإدارة أيضًا لجنة جديدة للتقنيات والرقمنة للعمل على تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي للبنك، وتم تعيين رئيسة مستقلة لقيادة هذه اللجنة، مما يوسع نطاق التّنوع بين الجنسين في صفوفنا.

النظرة المستقبلية للعام 2023

ندخل العام 2023 في وضع قوي، في ظل تحقيقنا لنمو مستدام للميزانية العمومية، ومواصلة استراتيجيتنا الاستثمارية حيث نهدف إلى زيادة رقمنة كل من العمليات الداخلية والتجربة المصرفية للعملاء. ومع إنهاء العام 2022 بمعدلات أسعار فائدة أعلى من بداية العام، فإنه يجب علينا تعزيز قاعدة إيراداتنا بناءً على الأسس التي تم وضعها في العام 2022. وتعطي هذه المؤشرات معنويات إيجابية لنا، بينما نمضي في تنفيذ خطتنا الاستراتيجية ونبدأ في رؤية المزيد من الشواهد على صحة سياستنا للاندماج والاستثمارات التي قمنا بها مؤخرًا.

شكر وتقدير

في الختام، أود أن أعرب عن خالص امتناني وتقديري لعملائنا ومساهمينا على ثقتهم في الأول، وإدارتنا وموظفينا على ولائهم وعملهم الجاد وتفانيهم، وزملائي في مجلس الإدارة على احترافيتهم واجتهادهم وقيادتهم. نحن ممتنون بنفس القدر للبنك المركزي السعودي وهيئة أسواق المال ووزارة المالية وجميع الجهات الحكومية الأخرى لدعمهم وتوجيههم المستمر.

أخيرًا ، أتقدم بشكر خاص إلى بنك إتش إس بي سي، الذي تستمر علاقة الأول الطويلة معه في التطور من قوة إلى أخرى. إن هذا الارتباط بشبكة مصرفية دولية أوسع لعملائنا يمنحنا ميزة فريدة لا تتوفر لأي بنك آخر. علاوة على ذلك، أود أن أعرب عن بالغ امتناني وتقديري للالتزام الذي أبداه إتش إس بي سي تجاه المملكة ككل، وأتطلع إلى مزيد من التعاون بيننا في ما يعد بأن يكون عام 2023 ناحجاً ومرضيًا.

حققنا إجمالي إيرادات تشغيلية قدره 9.7 مليار ريال سعودي خلال العام 2022، بنمو سنوي نسبته 26%، فضلاً عن ارتفاع العائد على حقوق الملكية الملموسة بمقدار 3.7 نقطة مئوية حيث بلغ 11.5% للعام 2022.

ريال سعودي

9.7 مليار

الإيرادات

ريال سعودي

189.1 مليار

إجمالي قروض العملاء